کد مطلب:239592 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:139

لماذا یجازف المأمون بارجاعه
و اذا كان هدف المأمون من الاصرار علی الامام بأن یصلی بالناس هو أن یخدع الخراسانیین و الجند و الشاكریة و یجعلهم یطمئنون علی دولته المباركة فانه من الواضح أیضا أن ارجاع المأمون للامام (ع) فی مثل تلك الحالة ، و ذلك التجمع الهائل ، و تلك الثورة العاطفیة فی النفوس ، كان ینطوی علی مجازفة و مخاطرة لم تكن لتخفی علی المأمون ، و أشیاعه ؛ حیث لابد و أن یثیر تصرفه هذا حنق تلك الجماهیر التی كانت فی قمة الهیجان العاطفی ، و یؤكد كراهیتها له .. و علی الأقل لن تكون مرتاحة لتصرفه هذا علی كل حال ..

و بعد هذا .. فانه اذا كان المأمون یخشی من مجرد اقامة الامام للصلاة .. فلا معنی لأن یلح علیه هو بقبولها .. و كذلك لا معنی لأن یخشی ذلك الهیجان العاطفی ، و تلك الحالة الروحیة ، التی أثارها فعل الامام (ع) و تصرفه فی هذا الموقف .. فذلك اذن ما لم یكن یخافه و یخشاه ..

فمن أی شی ء خاف المأمون اذن ؟! انه كان یخشی ما هو أعظم



[ صفحه 357]



و أبعد أثرا ، و أشد خطرا .. انه خشی من أن الرضا اذا ما صعد المنبر ، و خطب الناس ، بعد أن هیأهم نفسیا ، و أثارهم عاطفیا الی هذا الحد - خشی - أن یأتی بمتمم لكلامه الذی أورده فی نیشابور : « و أنا من شروطها .. » لا سیما و أنه ظهر الیهم علی الهیئة التی كان یخرج علیها النبی محمد (ص) ، و وصیه علی (ع) و هو أمر جدید علیهم .. مما من شأنه أن یجعل المأمون و أشیاعه لا یأمنون بعد علی أنفسهم ، كما ذكر الفضل بن سهل .. و لسوف یحول الامام مروا من معقل للعباسیین و المأمون ، و عاصمة ، و حصن قوی لهم ضد أعدائهم - من العرب و غیرهم - سوف یحولها الی حصن لأعداء العباسیین و المأمون ، حصن لأئمة أهل البیت .. ففضل المأمون : أن یختار ارجاعه (ع) عن الصلاة ، لأنه رأی أن ذلك هو أهون الشرین و اقل الضررین .

و لقد جرب المأمون الرضا أكثر من مرة ، و أصبح یعرف أنه مستعد لأن یعلن رأیة صراحة فی أی موقف تؤاتیه فی الفرصة ، و یقتضی الأمر فیه ذلك . و لم ینس بعد موقفه فی نیشابور ، و لا ما كتبه فی وثیقة العهد ، و لا غیر ذلك من مواقفه (ع) ، و تصریحاته فی مختلف الأحوال و الظروف ..